▪️الجزء الأول
وزارة الاستخبارات: الوثائق التي تم الحصول عليها تتميّز بتنوع موضوعاتها وتكتسب قيمة استراتيجية، وتطبيقية، وبحثية، وعلمية. وهي تحتوي على معلومات متعدّدة، من بينها ما يتعلّق بالبرامج النووية السرّية وغير القانونية، بما يشمل المنشآت، الأبحاث، والاتصالات مع المؤسسات الأمريكية والأوروبية، وكذلك البرامج النووية الحالية والمستقبلية للنظام الصهيوني.
وتشمل أجزاء أخرى من الوثائق معلومات متعلّقة بالبرامج العسكرية والصاروخية، وبيانات فنية لمشاريع ذات استخدام مزدوج علمي وتقني، بالإضافة إلى أسماء ومعلومات وصور وعناوين المسؤولين والعلماء المشاركين في هذه المشاريع.
ومن النقاط البارزة المكتشفة، أن النظام الصهيوني لا يعتمد فقط على مواطنيه، بل يستعين أيضًا بباحثين من جنسيات دولية أخرى، وتتوفر تفاصيل كاملة عن هؤلاء الباحثين. ومن الطبيعي أن يتم نشر أجزاء من هذه الوثائق لإطلاع الشعب الإيراني العزيز، بينما يتم تقديم الأجزاء التي تتضمن إنجازات علمية وبحثية قابلة للاستفادة داخل البلاد إلى المؤسسات والجهات المعنية.
كما أن حجمًا كبيرًا من الوثائق سيكون ذا فائدة للقوات المسلحة الإيرانية القوية، وبعض الأجزاء الأخرى يمكن تبادلها مع الدول الصديقة أو تقديمها للمنظمات والجماعات المناهضة للصهيونية.
توضح الوثائق بشكل جلي كيف أن أمريكا وبعض الدول الأوروبية قد لعبت دور الداعم والمتعاون والمقاول في تطوير البرامج التسليحية للنظام الإجرامي الصهيوني، بينما تتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية زورًا وبمعايير مزدوجة بالسير في طريق غير سلمي.
لقد سلك النظام الصهيوني البغيض، لعقود، وبصمت مريب ودعم من القوى الاستكبارية، طريقًا نوويًا خطيرًا يدّعون أنه يهدد السلام العالمي، بينما تمارس هذه القوى الظالمة أقسى أنواع الضغط على إيران، في حين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى فقط لاستخدام الطاقة النووية بشكل سلمي من أجل تحسين صحة ورفاهية مواطنيها، وقد أعلنت بشكل قاطع أنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي.
من أغرب ما كُشف، هو تقارير النظام الإجرامي الصهيوني الكاذبة والمتعددة المقدّمة لبعض الهيئات الدولية ضد البرنامج النووي السلمي الإيراني، والأدهى من ذلك أن هذه الأكاذيب المضللة قد تم اعتمادها وتكرارها في تقارير وادعاءات تلك الهيئات نفسها!
▪️ الجزء الثاني
وزارة الاستخبارات: لقد تمّ تصميم وتنفيذ أساليب وصول جنود الإمام المهدي المجهولين إلى وثائق النظام الصهيوني، وكذلك طرق إخراجها من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بطريقة حيّدت تمامًا الشبكات الأمنية المتعددة والممرات المعقدة للنظام المتغطرس. فقد أولى ذلك النظام اهتمامًا بالغًا لحماية هذه الوثائق الاستراتيجية، مما جعله يفرض أشدّ الإجراءات الأمنية لحمايتها.
وعلى هذا الأساس، كان لا بد أن تتم محاولة الوصول إلى هذه الوثائق من خلال خطة ذكية ومتعددة الطبقات. ولذلك، فإن تعقيد هذه العملية يفوق قدرة النظام على إدراك أبعادها المختلفة أو التغطية على عجزه الأمني والاستخباراتي من خلال إجراءات استعراضية، كما فعل مؤخرًا باعتقال عدد من الصهاينة والتضحية بهم من أجل ترميم صورته المهشّمة أمام الرأي العام، لكن من دون جدوى.
ما هو موجود الآن بحوزة وزارة الاستخبارات، تم الحصول عليه في وقت يحاول فيه النظام الصهيوني تقديم صورة عن نفسه ككيان غير قابل للاختراق. فقد كانوا يعيدون مراجعة دروس إخفاقاتهم الاستخباراتية السابقة، ويظنون أنهم سدّوا جميع منافذ الاختراق، إلى أن باغتهم مجاهدو فلسطين الأبطال بعملية "طوفان الأقصى" الكبرى، التي كشفت عن فضيحة أمنية واستخباراتية غير مسبوقة.
العملية التي نفذتها وزارة الاستخبارات تُعدّ بلا شك محطة مفصلية جديدة في سجل النظام الصهيوني الأسود، وإنجازًا تاريخيًا فريدًا لمحور المقاومة، إذ سخر مرة أخرى من أسطورة "المناعة الأمنية" التي طالما ادّعاها هذا الكيان.
هذه العملية تُعدّ أيضًا دليلاً آخر على التزام جنود الإمام المهدي (عج) المجهولين بميثاقهم القديم في الجهاد الشجاع والمتكامل، ومواجهتهم الاحترافية والدقيقة لأعداء الشعب الإيراني العزيز، وستستمر هذه المسيرة المباركة، بإذن الله تعالى، تحت قيادة الولي الحكيم والقائد العظيم سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي حتى ظهور الإمام الحجة