لا شك في أن الأهرامات من الآثار المحيرة التي تخطف روعتها الأنفاس، لكن وعلى الرغم من أنها بنيت منذ نحو 4500 عام، فإنها ليست الآثار الأقدم في العالم.

 

تعالوا نلقَ نظرة على مواقع أثرية قيّمة أقدم من الأهرامات:

 

أماكن أقدم من الأهرامات

في عام 2017، اكتشف الباحثون قبر طفلة أثناء الحفر في كهف أرما فييرانا الإيطالي، ورغم الطبيعة المأساوية لهذا الاكتشاف فقد أثار اهتمام العلماء. 

ففي أوروبا، تعتبر مقابر الأطفال القديمة نادرة للغاية.

 

أطلق على الطفلة اسم نيفي، ويبلغ قبرها من العمر 10 آلاف سنة، مما يجعلها أكبر طفلة اكتُشِفَت في أوروبا. 

 

لكن كان لدى نيفي مفاجأة أخرى للباحثين. فباكتشاف قبرها استطاع العلماء الإجابة عن سؤال بسيط وصعب في الوقت ذاته: "ماذا استخدم الناس لحمل أطفالهم في ذلك الوقت؟"، كان التخمين هو أن القدماء استخدموا جلود الحيوانات أو الأقمشة لحمل الأطفال، وقد أكدت نيفي ذلك التخمين. 

ففي عام 2022، فحصت دراسة جديدة الأصداف المحيطة بجثمان الطفلة. وتوصلت الدراسة إلى أنّ وضع الأصداف ووضعية جثمان الطفلة يدلان على أنها دُفنت في حبال أطفال مزينة بالصدف، وربما كان ذلك الشيء نفسه الذي استخدمه والدا نيفي لحملها خلال فترة حياتها القصيرة. 

 

أحجار وردي يوانغ – 11 ألف سنة 

يقع حجر وردي يوانغ غرب ملبورن، أستراليا. ويتكون هذا المكان القديم من 90 قطعة من البازلت مرتبة بعناية. 

 

ورغم أن الغرض الحقيقي من ترتيب هذه الأحجار لا يزال غير معروف، يثق الباحثون بأن علماء الفلك من السكان الأصليين استخدموا الحجارة لتتبّع حركة الشمس وتحديد تقلبات الفصول. 

 

في عام 2016، درس الجيولوجيون وخبراء آخرون الموقع وخلصوا إلى أنه قد يكون عمره 11 ألف سنة. وإذا كان هذا صحيحاً، فإن هذا سيجعل من وردي يوانغ أول مرصد فلكي في العالم. 

معرض كيمبرلي غويون – 12 ألف سنة 

توجد في غرب أستراليا مجموعة من الأعمال الفنية الصخرية الفريدة من نوعها في منطقة كيمبرلي. يُظهر فن السكان الأصليين شخصيات بشرية مزينة بالخلاخيل والأساور وأغطية الرأس. عندما اكتُشِفَ هذا العمل لأول مرة، كان من الواضح أنه قديم، ولكن لم يكن تحديد تاريخ في المعرض أمراً سهلاً. لفترة من الوقت، وضع الخبراء تخميناً مبدئياً على أنه يبلغ من العمر 17 ألف سنة. 

 

لكن بعد مزيد من الدراسة توصل العلماء إلى أن عمر هذا المعرض يقع في نطاق 12 ألف سنة. وفي حين أنه أصغر مما كان يعتقد في البداية، لا يزال هذا العمل الفني أقدم من أهرامات الجيزة بنحو 7 آلاف سنة. 

 

محجر باوارز الثاني – 13 ألف سنة 

يقع محجر باوارز الثاني في جبال روكي بولاية وايومنغ الأمريكية، وهو ليس اكتشافاً جديداً. وثق علماء الآثار الموقع لفترة وجيزة في الثمانينيات، لكنهم فشلوا في التعرف على أهميته. لكن في السنوات الأخيرة، عاد فريق آخر وأدرك أن الموقع كان عمره 13 ألف سنة. وقد جعله هذا أقدم محجر في الأمريكتين. 

 

قبر شرق كاليمانتان – 31 ألف سنة 

في عام 2020، عثر علماء الآثار على هيكل عظمي في كهف بورنيو من الحجر الجيري. كانت القدم اليسرى مفقودة. 

 

واكتشف الباحثون أنه منذ نحو 31 ألف سنة، بُتِرَت قدم هذا الشخص بمهارة، وعاش ما يقرب من عقد بعد ذلك. كان هذا غريباً، مما يعني أن جراحاً ماهراً قام بهذه العملية، وهو دليل على التقدم الطبي في عصر غابر كهذا.

 

مسك صطفت – عصور ما قبل التاريخ 

في عام 2011، زار الباحثون الصحراء الكبرى الليبية لإلقاء نظرة أخرى على جرف مسك صطفت. يبلغ طول جرف الحجر الرملي 217 ميلاً (350 كيلومتراً)، على امتداد 37 ميلاً (60 كيلومتراً). 

 

يحتوي الموقع على قطع أثرية حجرية قديمة، لكن هذا ليس بالأمر المفاجئ. كانت جودة الصخور مصدر جذب لصانعي الأدوات في عصور ما قبل التاريخ. ومع ذلك، فإن الجدير بالملاحظة هو عدد الأدوات المتروكة في مسك صطفت. اكتشف فريق الباحثين في 2011 ما معدله 75 مليون قطعة أثرية لكل 0.38 ميل مربع (1 كيلومتر مربع). 

 

هذا العدد الهائل من القطع هو نتاج مئات الآلاف من السنين من البشر وأوائل البشر الذين قاموا بنحت القطع من الجرف لصناعة الأسلحة والأدوات، وتخلوا عن بعضها على طول الطريق، وقد جعلت هذه القطع جرف مسك صطفت أقدم مساحة طبيعية من صنع الإنسان على وجه الأرض، وفقاً لما ورد في موقع List Verse الأمريكي.