رغم كل الأوضاع التي يمر بها وطننا الحبيب لبنان، يبقى شامخا و مقصدا سياحي بإمتياز
فما عليا كوسيلة اعلامية الا الاضاءة على المواقع السياحية في ربوع الوطن.
تعتبر مغارة عين وزين من المواقع السياحية الطبيعية في لبنان التي تستحق الاكتشاف. فهي تقع في بلدة عين وزين في قضاء الشوف، وتبعد عن بيروت 54 كم، أما ارتفاعها عن سطح البحر فيصل إلى حوالي 1040 م.
بالإضافة إلى موقعها المميز في قلب الطبيعة الساحرة، فهي تتمتع بأهمية علمية وتاريخية وجيولوجية تسمح باكتشاف غرائب العالم تحت سطح الأرض.
اكتشفت المغارة في العام 2003 عن طريق الصدفة، واستمر العمل فيها لمدة ثلاث سنوات حتى ظهرت المغارة على مساحتها الحالية التي تصل الى 425 م2 . فافتُتحت حينها أمام الزوّار الراغبين باكتشاف عجائب الطبيعة في لبنان.
تضم المغارة مجموعة من الممرات والتجاويف والقاعات والأقبية المختلفة العرض والارتفاع. ولقد نتجت هذه التكوينات الطبيعية بفعل تخزين المياه وضغطها في الطبقات الجوفية للصخر. كما وتزين المغارة أشكال مختلفة ومتميزة من الصواعد والنوازل، وغيرها من التكوينات الصخرية المتدلية والتي جعلتها تبدو كلوحة فنية جميلة.
استغرق تشكيل كل سنتمتر واحد من هذه التكوينات الجيرية الطبيعية المتنوعة 500 سنة. وبحسب تقدير الخبراء فلقد تشكلت المغارة منذ 25000 سنة وذلك بعد تحوّل المياه عنها طبيعياً.
تحتوي مغارة عين وزين تكوينات جيرية جميلة في ممراتها وجوانبها. وهي تضم أقنية وسراديب ضيقة لا يتعدى عرضها مترين في بعض الأماكن بارتفاع أقصاه متر، ولقد نحتتها المياه بصمت في جوف الأرض على مرّ السنين.كما أن انهيار الطبقات الكلسية داخل المغارة أدى الى تشكيل صالات متوسطة وصغيرة.
يؤدي بك مدخل المغارة نزولاً الى قاعة لا تتعدى مساحتها ثلاثة أمتار، يمكن التوجه منها شمالاً عبر نفق يصل عرضه إلى مترين تقريباً بطول٢٦ متراً، ينتهي عند بركة ماء رائعة بطول نحو ستة أمتار وعرض متر ونصف. كما ويتفرع من النفق عدة ممرات تتسع حيناً وتضيق حيناً آخر، ويبلغ طول الممرات المخصصة للزوار ٤٢٦ متراً.
يعدّ الدخول الى المغارة سهلاً نسبياً، وتستغرق مدة زيارتها نصف ساعة تقريباً. يستطيع الزائر خلالها مشاهدة التماثيل الكلسية الجميلة، والشموع المتدلية التي نحتتها قطرات المياه، والممرات والتشكيلات الصخرية وبرك الماء وذلك على أنغام موسيقى طبيعية تعزفها قطرات الماء المتساقطة من كل صوب.
تستقبل المغارة الوفود السياحية وخصوصاً طلاب المدارس والجامعات، حيث تُنظم جولات علمية تسمح بالتعرف إلى أهمية المغارة العلمية والتاريخية، حيث إن امتدادها العميق تحت الأرض يساعد في دراسة التكوين الجيولوجي المحلي.
كذلك يقصد المغارة طلاب الفنون والرسامون والنحاتون للحصول على مصدر إلهام يمكنهم من إنتاج الأعمال التي تعكس روح الجمال الطبيعي للبلاد.