بدءاً من يوم غد الثلاثاء تفتح الأمم المتحدة أبوابها لزوار معرض The Prohet 100 الذي يستمر 3 أيام، ويأتي لمناسبة مرور أول 100 عام على صدور كتاب "النبي" للكاتب والرسام اللبناني جبران خليل جبران، الراحل في 10 نيسان 1931 ضحية بعمر 48 عاماً لمرض السل وتليّف الكبد في نيويورك، حيث عاش آخر سنوات اغترابه في الولايات المتحدة.
جبران الذي غادر مرفأ نيويورك جثمانا في تابوت نقلته باخرة لدفنه في 1932 ببلدة "بشرّي" حيث ولد في كانون الثاني 1883 بشمال لبنان، سيعود إلى نيويورك عبر مخطوطات ولوحات ووثائق وأدوات رسم كان يستخدمها، وتم نقلها من متحفه الخاص في البلدة لعرضها بمقر المنظمة الدولية في المدينة، حيث من المرجّح أن يشاهد الزوار فيديو هو الوحيد لجبران حتى الآن.
وأهم المعروض أيضا، هي 23 لوحة من أعماله، كما و7 دفاتر مخطوطة بيده، بينها اثنان لكتاب "النبي" نفسه.
كتاب "النبي" الذي ألفه بالإنكليزية، وتمت ترجمته إلى 110 لغات، والمعروف عنه أنه "بين الأكثر مبيعا بالعالم كل عام" ففيه برز كفيلسوف، مع أنه تلقى تعليما محدودا منذ هاجر في 1895 طفلا عمره 12 عاما مع عائلته إلى بوسطن.
من بوسطن عاد بعد 3 سنوات إلى لبنان ودرس في مدرسة إعدادية، عاد بعدها في 1902 إلى بوسطن، حيث كانت تقيم والدته كاملة رحمة وأخوته، فوجد أن أخته سلطانة ماتت قبل أسبوعين ضحية للسل، بعمر 14 تقريباً، ولحق بها شقيقها بطرس ضحية للمرض نفسه بعد عام، ثم توفيت والدته بالسرطان بعد أشهر. أما شقيقته ماريانا، فورثت عمل والدتها وبدأت تعمل خياطة.
ما الأمس وما الغد
وأكثر ما أثر في ماضي جبران وطفولته على ما يبدو، هو والده خليل، بحسب ما يمكن استنتاجه من كتابات عدة عن جبران، ورد فيها أن شرطة ذلك الزمان اعتقلته في 1891 وسجنته بتهمة الفساد المالي، تلاه مصادرة ما كان لديه من أملاك، مع أنه كان يعمل راعياً للماشية.
وكثيرون ممن كتبوا عن جبران، وصفوا الأب بأنه كان فظا، يسيء معاملة أفراد أسرته ويقسو على جبران بالذات منذ سنواته الأولى، وبسبب هذه التصرفات ابتعدت العائلة عنه بعد خروجه من السجن الذي بقي فيه 3 سنوات، ثم تركته العائلة في لبنان وهاجرت إلى أميركا.
جبران الذي توفي من دون ان يتزوج، ترك بعد وفاته عشرات اللوحات رسمها بريشته، معظمها لوجوه من النوع التشكيلي، وترك مجموعات شعرية، إضافة إلى 37 كتابا بالإنكليزية والعربية، وله عبارة محفورة على جرس بإحدى الكنائس الأميركية، كما على جدار، وفيها يقول: "ما الأمس سوى ذكرى اليوم، وما الغد سوى حلم اليوم."