إكرام صعب
وسط تراجع النشاطات الثقافية في لبنان وإقفال صالات السينما وخشبات المسارح، تم إطلاق مبادرة شبابية لافتة أبصرت النور في بيروت، في محاولة لإعادة الحياة الثقافية إلى شوارع العاصمة اللبنانية وتحديدا شارع "الحمرا".
وقد حولت هذه الخطوة اللافتة أحد أقدم المسارح ودور السينما التاريخية إلى "مسرح وطني" مجاني بعد إعادة تأهيله.
ولاقت قصة تحويل السينما التاريخية الاستحسان لدى العديد من المثقفين الذين تمنوا أن تعمم هذه المبادرات على باقي المناطق اللبنانية الأخرى.
مسرح وطني جديد
وكشف صاحب المبادرة ومؤسس "المسرح الوطني اللبناني" الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي عن قيام كل من "جمعية تيرو للفنون" المحلية و"مسرح إسطنبولي" بإعادة تأهيل هذا الصرح الثقافي التاريخي المعروف قديماً بـ"سينما كوليزيه" التاريخية.
وقال إسطنبولي في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية": "تعتبر هذه الصالة واحدة من أقدم دور العرض السينمائي في لبنان وقد تأسست في عام 1945 وعملنا اليوم ورغم الظروف الصعبة على تحويلها إلى المسرح الوطني اللبناني لتكون مساحة ثقافية حرة ومستقلة ومجانية للناس".
وأوضح المخرج اللبناني، أن المسرح الجديد سيضم مساحة لتنظيم ورشات تدريبية ومهرجانات وعروض فنية ومكتبة عامة إضافة إلى مقهى فني.
حلم يتحقق
وأشار إسطنبولي إلى أن "حلم الجمعية بدأ يكبر مع تأسيس المسرح الوطني اللبناني في مدينة صور جنوب البلاد قبل 7 أعوام ويستكمل الآن في بيروت.
وأضاف "بفضل جهود مجموعة من الشباب المتطوعين، نعمل تحت شعار الفن حق للجميع لنكسر الجدار الوهمي بين المناطق اللبنانية عبر الفنون وبالتالي ربطها ببعضها البعض عبر المساحات الثقافية المشتركة".
وتابع إسطنبولي "نعيش الحلم في بيروت التي تعتبر ثاني مدينة في الشرق الأوسط تحوي على صالات سينما".
ويوضح المتحدث "يوجد في لبنان حوالي 29 صالة سينما كانت في ساحة البرج في وسط بيروت سابقا و16 صالة في منطقة الحمرا وتأسست في بيروت العديد من المسارح، وكانت شاهدة على إبداع أبرز المسرحيين في لبنان والعالم".
مساحات ثقافية حرة
ويعتبر إسطنبولي أن الهدف أيضا من إنشاء مساحات ثقافية حرة ومستقلة في لبنان من خلال إعادة تأهيل سينما الحمرا وسينما ستارز في مدينة النبطية جنوب البلاد، وسينما ريفولي في مدينة صور جنوبا أيضا بعد تحويلها إلى "المسرح الوطني اللبناني" لتكون سينما صور بذلك أول مسرح وسينما مجانية في لبنان.
ولفت إسطنبولي إلى أن "سينما أمبير في طرابلس شمال البلاد تحولت أيضا إلى المسرح الوطني اللبناني وبدأت تستقبل التدريبات الفنية للأطفال".
وتابع المتحدث، أن الخطة تقوم على إعادة فتح وتأهيل المساحات الثقافية القديمة وتنظيم المهرجانات والأنشطة والمعارض الفنية، وعلى برمجة العروض السينمائية الفنية والتعليمية للأطفال والشباب، ونسج شبكات تبادلية مع مهرجانات دولية.
وأوضح أنه من خلال ذلك سيتم العمل على توفير الفرص للمخرجين الشباب لعرض أفلامهم وتعريف الجمهور بتاريخ السينما والعروض المحلية والعالمية، وعروض الأفلام للمكفوفين والصم، وتنظيم الورشات التدريبية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة.