هذه هي رسالة "فادي" من لبنان إلى إسرائيل
الكاتب Osama
الأحد 22 أيلول 2024

استهدف "حزب الله" شمال حيفا، واصاب قاعدة رامات ديفيد الجوية الاسرائيلية، واحياء سكنية شمال حيفا، في ضربات صاروخية حملت اسم "فادي واحد" و "فادي اثنان". واتى هذا التطور رداً على الضربات الإسرائيلية التي طالت مناطق لبنانية عدة، تمّ خلالها استهداف مدنيين.


لأول مرة، تصل صواريخ "حزب الله" إلى هذا العمق، الذي يبعد حوالي خمسين كلم عن الأراضي اللبنانية، ويستهدف منازل اسرائيليين، كما حصل في "كريات بياليك"، ايضاً كرد على استهداف إسرائيل لمدنيين في مناطق لبنانية، وخصوصاً في الضاحية الجنوبية لبيروت. ورأت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ حزب الله "اختار بعناية الهدف الذي يوجّه نيرانه إليه، والرسالة المضادة التي يريد إيصالها".


فماذا حملت رسالة "فادي" معها من لبنان إلى إسرائيل؟
تقول مصادر مطلعة إنّ تركيز "حزب الله" على استهداف حيفا، يعني الرد بالمثل على الاستهدافات الاسرائيلية التي طالت العمق اللبناني، وخصوصاً الضاحية الجنوبية لبيروت. كما ان اصابة منازل اسرائيليين يعني الرد بالمثل ايضاً على استهداف مدنيين لبنانيين.


واضافت "ان حجم الدمار الذي لحق بمواقع ومنازل اسرائيلية، يدل على أنّ الحزب يملك صواريخ فعّالة، سمّاها فادي، جرى استخدامها بعد ساعات من ادّعاء تل ابيب انها ضربت المنصات التي كان الحزب يستعد لاستخدامها، عبر مئة غارة جوية نهاراً، وخمسين غارة ليلاً، في مناطق عدة جنوب لبنان".
واعتبرت المصادر "أنّ رد الحزب على الاستهدافات الاسرائيلية جاء موجعاً لتل ابيب، في عز الحملة الإعلامية الإسرائيلية التي ادعت فيها انها قضت على معظم قيادة "حزب الله" الميدانية".
والاهم، بالنسبة للمصادر ذاتها، ان كل التركيز الإسرائيلي على اعادة المستوطنين الاسرائيليين للشمال، تمّ الرد عليه من قبل الحزب بعملية واحدة ومحدّودة، جرى عبرها زيادة المناطق والمستوطنات غير الامنة، والتي تزيد ضغط المستوطنين إلى حدود 500 الف باتوا في مساحة عدم الامان، ويفضّلون ترك البلدات قرب حيفا وليس البقاء في الملاجئ.
كما ان نوعية الاستهدافات التي قام به "حزب الله" تتجّلى بأنها طالت مناطق حسّاسة جداً، قرب منشآت حيوية عسكرية جوية وكيميائية.
بالخلاصة، اكدت رسالة "فادي" ان الحزب قادر على تحقيق انجازات عسكرية ضد اسرائيل، وان "يده تستطيع الوصول إلى العمق الاسرائيلي، لكنه كان يتمهّل لعدم ملاقاة تل ابيب في سعيها لاستهدافات في لبنان، وبالتالي فإن غايته إسناد حليفته حركة "حماس" في غزة، وليس فتح جبهة حربية واسعة وشاملة، لكن إسرائيل تمادت في ضرباتها ضد لبنان".
ماذا بعد؟


لا تزال الأمور دون اطار الحرب الواسعة والشاملة، لكن الاستهدافات ستستمر، وتطول، بين التسخين والتبريد، طالما لا يوجد تسوية تبدأ من وقف حرب غزة.

الاراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر مجموعة كن مواطن الإعلامية