وصل رئيس حزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط إلى دمشق في زيارة رسمية، حيث أجرى محادثات مع قائد "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع، حول عدة قضايا هامة، منها العلاقات اللبنانية السورية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية، وفي تصريح أكد جنبلاط أن "مزارع شبعا سورية"، مشيرًا إلى أهمية تفعيل الحوار بين لبنان وسوريا لتجاوز التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلدين.
تصريحٌ لافت لجنبلاط عن مزارع شبعا من دمشق
— كُن مُواطِن (@kon_mowaten) December 22, 2024
للتفاصيل pic.twitter.com/w2TnoIYfeT
وخلال اللقاء، أبدى جنبلاط تضامنه الكامل مع الشعب السوري في معركته ضد القهر والاستبداد، مشيدًا بإنجازاته في مواجهة الظروف الصعبة. وأكد أن الطريق طويل أمام سوريا لتحقيق الاستقرار، موضحًا أن لبنان يعاني من التوسع الإسرائيلي الذي يشكل تهديدًا مشتركًا للبلدين.
وأضاف جنبلاط أن "الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري تشبه الجرائم التي شهدتها غزة والبوسنة والهرسك"، مؤكدًا أن هذه الجرائم هي "جرائم ضد الإنسانية" ويجب محاسبة المسؤولين عنها على الصعيد الدولي.
كما أعلن جنبلاط أنه سيقدم مذكرة باسم "اللقاء الديمقراطي" بشأن العلاقات اللبنانية السورية، والتي ستتناول القضايا المشتركة بين البلدين وتبحث سبل تعزيز التعاون في مواجهة التحديات السياسية والأمنية في المنطقة.
وفي سياق متصل، أكد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى أن "شعب سوريا يستحق السلم والازدهار لأنه قلب العروبة النابض"، مشيرًا إلى أهمية عقد قمة روحية تجمع القادة الروحيين بين البلدين لتعزيز روح الطمأنينة بين الشعبين.
من جانبه، تحدث أحمد الشرع عن تاريخ العلاقات بين سوريا ولبنان، قائلاً إن "سوريا كانت مصدر قلق وإزعاج للبنان في بعض الفترات، وكان تدخلها في الشأن اللبناني سلبياً"، مشيرًا إلى دور النظام السوري في الفترات الماضية. وأضاف: "النظام السابق في سوريا، بالتعاون مع المليشيات الإيرانية، عمل على تشتيت شمل السوريين وزيادة الفوضى في المنطقة". وأكد أن "معركتنا المشتركة في سوريا كانت ضرورية لإنقاذ المنطقة من حرب إقليمية كبرى كانت قد تندلع لولا التدخل السوري الحاسم".
وفي حديثه عن العلاقة المستقبلية مع لبنان، أشار الشرع إلى أن "سوريا تقف على مسافة واحدة من الجميع وستحترم سيادة لبنان واستقراره الأمني"، لافتًا إلى ضرورة بناء علاقات قائمة على التعاون المشترك والاستقرار المتبادل. كما تطرّق إلى قضايا إقليمية أخرى، حيث أشار إلى دور النظام السوري في قتل العديد من الشخصيات اللبنانية البارزة مثل كمال جنبلاط وبشير الجميّل ورفيق الحريري.
وأضاف الشرع أن لبنان بحاجة إلى "اقتصاد قويّ واستقرار سياسيّ"، وأن سوريا ستكون سندًا للبنان في هذه المرحلة، معربًا عن أمله في أن تُمحى الذاكرة السورية السابقة من أذهان اللبنانيين، مؤكدًا ضرورة بناء علاقات استراتيجية جديدة مع لبنان. وختم بالقول: "المجتمع الدولي عجز عن حل المشكلة السورية خلال 14 عامًا ونحن أخذنا طريقًا مختلفًا ليقيننا بأن الشعوب لا تستطيع أن تأخذ حقّها إلا بيدها".
تأتي زيارة جنبلاط في وقت حساس بالنسبة للبنان، الذي يواجه تحديات اقتصادية وأمنية مستمرة، في حين تشهد المنطقة توترات سياسية متزايدة. وقد تكون هذه الزيارة خطوة نحو تعزيز الحوار بين البلدين في ظل الأوضاع الراهنة، خاصة وأن العلاقات اللبنانية السورية كانت قد شهدت توترات في السابق بسبب مواقف سياسية متفاوتة بين الأطراف اللبنانية. الزيارة تفتح بابًا لتقارب محتمل بين الجانبين، في وقت يسعى فيه لبنان إلى تعزيز استقراره الداخلي وإيجاد حلول للتحديات التي تواجهه على الصعيدين السياسي والأمني.