أبرز ما جاء في كلمة الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في اليوم الأول لوقف إطلاق النار
Osama
الأحد 19 كانون الثاني 2025

يا أبناء شعبنا في غزة، يا تاج رؤوسنا، ويا مفخرة الأمة وعنوان كرامتها، أيها الصابرون المحتسبون، يا من نهضتم نهضة المعتصم دفاعًا عن مسرى نبيكم صلى الله عليه وسلم وصنعتم ملحمة تاريخية لم يعهد لها مثيل.

 

 ستسجل هذه الملحمة محطة فارقة وعلامة مضيئة في تاريخ شعبنا وقضيتنا، وكنموذج ملهم لكل أحرار العالم، فقد أذهل صمودكم وثباتكم العالم بأصدقائه وأعدائه، وأعدتم إلى البشرية سير الأنبياء والصحابة والصالحين.

 

 يا أبناء غزة لقد فتحتم في كل بيت لأمتنا وللعالم كتابًا مشاهدًا في العظمة والفداء، في البطولات الأسطورية، يغني هذا الكتاب عن ملايين الكتب، وتصغر أمامه كل النياشين والمفاخر والأمجاد.

 

 سلام عليكم يا أبناء شعبنا بما صبرتم، وسلام عليكم بما ضحيتم، وسلام عليكم بما قدمتم، يا أهلنا الكرام، أبى الله إلا أن يتم نوره علينا، فشرف كل بيت من بيوتنا بالشهداء الأطهار ليكونوا شفعاء لأهلهم، ولتكون تضحياتهم المباركة نورًا لتحرير الأرض والمقدسات.

 

  حق لكل حجر في المسجد الأقصى أن يحمل اسم شهيد أو شهيدة من غزة، وهذه الدماء وهذه التضحيات، يا أبناء شعبنا ومجاهدينا، هي أغلى وأقدس عند الله مما يظنه العباد، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.

 

 471 يوما منذ بدء معركة طوفان الأقصى التاريخية التي أشعلت شرارة تحرير فلسطين ودقت المسمار الأخير في نعش هذا الاحتلال الزائل لا محالة بقوة الله

 

 أقامت مقاومتنا في غزة وشعبها الأبي العظيم الحجة على كل العالم وقدمت نموذجا فريدا مذهلا في قدرة أصحاب الأرض والحق على الفعل الكبير المؤثر والصمود العظيم وصناعة التاريخ وقهر المحتلين وإسقاط أوهامهم فقدم شعبنا من أجل حريته ومقدساته وأرضه.

 

 قدمنا قافلة عظيمة من الشهداء في أعظم موكب بين الأرض والسماء على مدار أكثر من 15 شهرا فربح البيع يا شهداءنا الأبرار ويا شعبنا الصابر المرابط، وإن هذه التضحيات والدماء العظيمه لها ما بعدها ولن تذهب سدا ومحال أن تضيع هدرا.

 

 

 طاب سعيكم أيها المجاهدون والصابرون إذ بذلتم الغالي والنفيس من الأهل والأحباب والأموال والبيوت ومن الجهد والتعب والعناء في ظروف مستحيلة ظاهرة وكنتم بحق ولا نزكي على الله أحدا ممن قال فيهم سبحانه فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين.

 

 تمثلتم سنة نبي الله موسى عليه السلام إذ لما قال الناس إنا لمدركون قلتم كلا إن معي ربي سيهدين.

 

 يا شعبنا، يا أمتنا، يا كل أحرار العالم، إن معركة طوفان الأقصى بدأت من تخوم غزة، لكنها غيرت وجه المنطقة، بل أبعد من ذلك، وأدخلت معادلات جديدة للصراع مع هذا الكيان المحتل.

 

  الهزة التي تعرض لها الكيان الصهيوني في هذه المعركة أضعفت أسس نظريته الأمنية ووجهت له ضربة كبيرة، وأسقطت نظرية الردع، وتسببت بقتل وإصابة الآلاف من جنوده، وتدمير وإخراج نحو ألفي آلية عسكرية من الخدمة.

 

  أصبنا أسس ما يسمى بأمن العدو القومي، وتم فرض التهجير والنزوح على مناطق واسعة، وفتح جبهات قتال متعددة، في مؤشرات على زواله الحتمي.

 

  الحصار بحرا، واضطرار العدو للتستر والاختباء والاستنجاد بقوى دولية للدفاع عنه، كلها دلائل على ضعفه وانكساره، وهذه الحرب ستظل عنوانًا للعزة والكرامة، وستكون منارة لكل الأحرار.

 

 كل هذا مرورا بفضح الاحتلال وإظهاره ككيان وحشي مجرم، وتشويه وجهه، وفضح من يقف وراءه من طغاة العالم ومنظماته الشكلية، وصولًا إلى نبذه وملاحقة قادته وجنوده كمجرمي حرب مطلوبين للعدالة، وكل ذلك وغيره الكثير جعل شعوب العالم تدرك حجم جريمة هذا الاحتلال.

 

 السواد الأعظم من شعوب العالم بات على قناعة بأن هذا الاحتلال هو أكبر خطيئة في هذا الزمان، وأن استمرار اغتصابه لأرضنا سيؤثر على المنطقة والعالم، وأن صمت وتواطؤ قوى الظلم فيما يسمى بالمجتمع الدولي على جرائمه في غزة ستكون له عواقب وخيمة على الجميع، وليس فقط على غزة.

 

الأحد: 19 رجب 1446هـ

الموافق: 19 كانون الثاني/ يناير 2025

 

الموقع الرسمي - حركة حماس

الاراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر مجموعة كن مواطن الإعلامية