رأى وزير الزراعة نزار هاني، في حديث إلى "الأنباء الكويتية"، أن حكومة العهد الأولى برئاسة القاضي نواف سلام "لاقت ارتياحًا لدى الرأي العام المحلي والخارجي، وتؤشر إلى دخول لبنان مرحلة جديدة قد تكون إصلاحية وإنقاذية بامتياز، مبنية على أسس علمية صحيحة".
وأضاف هاني أن "الحكومة غير تقليدية، وتضم وزراء أكاديميين ومتخصصين، كل في الحقيبة المسندة إليه، ما يساعد على إعادة وضع الأمور في نصابها الصحيح، خصوصًا في الملفات الحياتية التي تحتاج إلى الاحتكام إلى الأبحاث والدراسات العلمية".
وأشار إلى أن الحكومة تنطلق في مهامها من خطاب القسم للرئيس العماد جوزف عون، على أن يكون بيانها الوزاري من صلب هذا الخطاب، بكل ما يتضمنه من أبعاد وطنية، بما فيها تطبيق كامل القرارات الدولية، وفي طليعتها القرار 1701 كأولوية مطلقة.
وقال: "نتمنى ألا تواجه الحكومة أي تعقيدات تعطل عملها أو تؤخر إنجازاتها التي ينتظرها اللبنانيون التواقون إلى رؤية لبنان ينهض مجددًا".
وأكد أن "لبنان بصدد فتح صفحة جديدة عنوانها الاحتكام إلى العمل التقني لا التقليدي، بعدما أدت المناكفات والتجاذبات السياسية إلى تعطيل مصالح الدولة وشل العمل المؤسساتي".
وتابع هاني، "ما نريده كحكومة غير تقليدية ليس فقط إصلاح ما أفسدته الأعوام المنصرمة، بل إعادة إطلاق عجلة الدولة وإعادة لبنان إلى مكانته الطبيعية في محيطه العربي، خصوصًا في الحضن الخليجي".
وشدد هاني على أن "لبنان يشكل امتدادًا طبيعيًا للعالم العربي، ويقدم له أفضل الخدمات السياحية والطبية والتعليمية، إضافة إلى أجود المحاصيل الزراعية".
وأكد أن "التكامل بين الرئيسين جوزف عون ونواف سلام يمنح الحكومة الزخم المطلوب في انطلاقتها نحو الإصلاح والإنقاذ"، معتبرًا أن "اللبنانيين أيقنوا صعوبة المرحلة، ويأملون في الخروج منها إلى واقع أفضل اجتماعيًا واقتصاديًا ونقديًا من خلال تطبيق خطاب القسم".
وقال إن "لبنان تاريخيًا يرتكز على أشقائه العرب، لا سيما الخليجيين منهم، للقيام من محنه"، مشددًا على أن "إعادة أفضل العلاقات مع الدول العربية، خصوصًا دول مجلس التعاون الخليجي، ستعيد الثقة بالصادرات اللبنانية، لا سيما الزراعية منها". ولفت إلى أن الرئيس جوزف عون تعهد في خطاب القسم بتصدير أفضل المنتوجات الزراعية والغذائية إلى الأسواق الخليجية والعربية.
أما على صعيد الشأن الزراعي، فأكد هاني أن "التحديات كبيرة وتتطلب العودة إلى الأسس العلمية لإنقاذ القطاع كجزء أساسي من ورشة إعادة الإعمار"، مشيرًا إلى أن "أولى الأولويات ستكون معالجة الأضرار التي تسبب بها العدوان الإسرائيلي الأخير، لا سيما على جودة التربة، نتيجة قصف الأحراش والأراضي والمنشآت الزراعية بقنابل الفوسفور الأبيض، وهو ما أدى إلى تضرر نحو 2192 هكتارًا من الأراضي الزراعية في الجنوب والبقاعين الغربي والشمالي".
وختم هاني بالتأكيد على أن المرحلة الراهنة تحمل الكثير من التفاؤل، وقال: "مع انطلاقة العهد الجديد وحكومة الإصلاح والإنقاذ، نوجه رسالة إلى اللبنانيين وإلى العالمين العربي والغربي بأن لبنان أطلق مسار الإصلاحات والاستقرار، وينتظر عودة السائحين والاستثمارات العربية والدولية في جميع المجالات".