أكّد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، في كلمة ألقاها السبت في ذكرى مرور عشرين عاماً على انسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005، أنّ التيار كان السبّاق في هذه القضية “ونحيي الذكرى لأنّنا أصحابها”.
وأشار باسيل إلى أنّ من أطلق شرارة “حرب التحرير” ضد الاحتلال السوري كان آنذاك الرئيس العماد ميشال عون، “الذي أُزيح بالقوة من مركز الشرعية اللبنانية، وأُسقط من الخارج بخيانة داخلية شاملة، ذهب وحده إلى المنفى فيما شارك الآخرون بالمؤامرة والسلطة، باستثناء العميد ريمون إدّه الذي غادر طوعاً، وداني شمعون الذي اغتيل غدراً”.
وشدّد على أنّ التيار الوطني الحر “قاوم وحده في البداية قبل أن تلتحق به القوى الأخرى تباعاً”، مشيراً إلى دوره في حشد التأييد لقانون محاسبة سوريا في الكونغرس الأميركي، والذي شكّل ضغطاً دولياً ساهم بخروج القوات السورية من لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005. وأضاف: “14 آذار لم تكن فقط تظاهرة، بل مسار من التحرير العسكري في عام 1989 إلى التحرير الشعبي في 2005، وصولاً إلى عودة العماد عون في 7 أيار 2005”.
وتابع باسيل قائلاً إنّ “التاريخ زُوّر لأنّنا وبكل فخر أنهينا حالة العداء مع سوريا بعد انسحابها عام 2005، وعملنا على إقامة علاقات ندّية وسيادية معها، وليس كما فعل غيرنا الذين كانوا مع سوريا عندما كانت تحتل لبنان وأصبحوا ضدها بعد انسحابها”.
ورأى باسيل أن القوى السياسية التي “ركعت على بلاط عنجر” كانت تسكت بالإشارة، في حين كان صوت التيار يرتفع من داخل المعتقل. وأضاف: “نضالنا لم يتوقف من زمن الحرب إلى زمن السلم، من معركة الشرعية ضد الميليشيات إلى معركة الدولة ضد المافيات”.
وأشار إلى أن التيار وضع عام 2013 لوحة جلاء على صخور نهر الكلب توثق خروج الجيش السوري، “إلى جانب لوحات خروج الجيوش الأجنبية الأخرى، بينما كان خصومنا يزايدون علينا بعد أن نسوا تاريخهم”.
انتقل باسيل إلى ملف النزوح السوري، معتبراً أن “لبنان اليوم يواجه احتلالاً جديداً من نوع مختلف، احتلال مقنّع بثياب نازحين”. وقال إن “النازحين السوريين الذين دخلوا منذ عام 2011، تحولوا من حالة إنسانية مؤقتة إلى عبء ديموغرافي دائم”، مشيراً إلى أن “الطفل السوري الذي وُلد عام 2011 أصبح عمره 14 سنة، واندَمج في المجتمع اللبناني بطريقة تُهدّد التوازن الوطني”.
وأضاف: “ليس من العنصرية المطالبة بعودة الشعب السوري إلى أرضه. بل العنصرية أن نسكت عن تهجيره ونغمض أعيننا عن محاولات توطينه”. وانتقد “المجتمع الدولي الذي يفرض وصايته عبر مفوضية اللاجئين (UNHCR)”، قائلاً إنها “تقرّر من يعود ومن يبقى”، وهو ما اعتبره “انتهاكاً للسيادة اللبنانية”.
وتوقف باسيل عند “الواقع الجديد المتمثل بدخول رجال سوريين عبر الحدود بدون عائلاتهم”، متسائلاً عن الهدف من هذه التحركات “في غياب الحرب في سوريا”. وقال إن “هذا الدخول المتفاقم بات يشكّل تهديداً ديموغرافياً وأمنياً، ويذكّر بتجربة اللاجئين الفلسطينيين، التي يرفض تكرارها في لبنان”.
واستنكر ما وصفه بـ”صمت الحكومة”، قائلاً: “الحكومة الحالية ترتكب جريمة جديدة بحق لبنان بتمسكها بمفهوم العودة الطوعية”. ولفت إلى أن استطلاعًا أجرته المفوضية في شباط 2025 أظهر أنّ 76% من النازحين لا يرغبون بالعودة، “لأنهم يتلقّون في لبنان كل ما يحتاجونه من خدمات”.
وأعلن باسيل أن التيار تقدّم باقتراح قانون جديد يقضي بـ”ترحيل كافة النازحين خلال 6 أشهر، باستثناء من يستوفون شروط الإقامة القانونية”. وقال: “كما حررنا لبنان من الاحتلال السوري، سنحرره اليوم من الاحتلال الناعم”.
وذكّر بالإجراءات السابقة التي اتخذها التيار، منها: وقف تسجيل النازحين منذ عام 2014، خفض عدد المسجلين من 1.275 مليون إلى 831 ألفاً بعد انتخاب عون، تسجيل الولادات في سجل غير اللبنانيين، تنظيم رحلات العودة، تقديم 7 مشاريع قوانين، فرض خطط العودة الحكومية عام 2020.
وختم باسيل حديثه بالإشارة إلى الذكرى الأولى لاغتيال مسؤول القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، وقال: “في السابق كانوا يطالبون النظام السوري بتسليم القتلة، اليوم صاروا أصدقاءه، فلماذا لا نسمع صوتهم؟”، مطالباً النظام السوري “بتسليم قتلة سليمان”، في خطوة سياسية لافتة تأتي وسط تصاعد التوتر بين الأطراف اللبنانية حول ملف النزوح والعلاقة مع دمشق.
نحنا التيار الوطني الحر
— Wadih AKL وديع عقل 🇱🇧 (@w_akl) April 26, 2025
نحنا الحرية السيادة والاستقلال pic.twitter.com/hQ88EdJHZ1