من هم المسؤولون "الإسرائيليون" الكبار الذي اجتمعوا مع الجولاني؟
Osama
الجمعة 09 أيار 2025

علّقت صحيفة "معاريف الإسرائيلية" على المشاورات الحاصلة بين كيان الـ.ـعـ.ـدو وسورية، فكتبت :" بهدوء، وبعيدًا عن الأضواء، تجري اتصالات بين "إسرائيل" وسورية. ولعل اللقاء الذي عقد في أبو ظبي في 13 نيسان/أبريل الماضي، بمشاركة الرئيس السوري الجولاني (أحمد الشرع)، ومسؤولين كبار سابقين في المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية،" يشكل نقطة تحول في العلاقات المضطربة بين دمشق وتل أبيب"، سائلة: "لكن هل هذا إنجاز حقيقي أم مجرد خطوة تكتيكية؟؟". 

 

وفي هذا السياق، يقول العقيد (احتياط) الدكتور جاك نيريا، المستشار السياسي السابق لإسحاق رابين والباحث البارز في مركز القدس: "هناك تقارب نادر في المصالح، في رأيي، بين سورية و"إسرائيل" في الموضوع الأمني. يخشى الجولاني من علاقة "إسرائيل" بالدروز والأكراد، وهذا قد يُقوّض حكمه ويُفكّك نظامه. من جهة أخرى، لا ترغب "إسرائيل" في وصول "الجــ.ـهاديين" والميليشيات إلى المنطقة الحدودية إطلاقًا".

 

ووفقًا لكلامه، تقول "معاريف" "قد يكون مفتاح التقدم "تسوية صامتة، من مبادئها أن يكون لـ"إسرائيل" الحق في التدخل لمنع أي دخول لميليشيا معادية إلى مرتفعات الجولان. من جهة أخرى، التزام من النظام السوري بعدم إيذاء الدروز أو الأكراد، وعندها يمكننا التعايش مع هذا الأمر".

 

وكانت إحدى الموضوعات الرئيسية في المحادثات هي الترتيبات الأمنية في منطقة جبل الشيخ السورية. يؤكد نيريا على أهميته الإستراتيجية: "جبل الشيخ، لنقل ذلك بهذه الطريقة، كان ولا يزال يُعتبر عيون وآذان الدولة... إنه موقع إستراتيجي يسمح بالسيطرة، ولنقل، نقطة مراقبة هائلة باتجاه العمق، وجنوبًا باتجاه العمق شمالًا، نحو دمشق".

 

ولكنه يلمح إلى إمكانية حدوث تغييرات مستقبلية: "إذا افترضنا أننا مقتنعون بأن النظام السوري صادق في نواياه تجاه "إسرائيل"، وأنه ليس ما يسمى بالذئب المتخفي في صورة حمل، فإننا نستطيع أن نصل إلى حالة من النقاش المتجدد بشأن الترتيبات الأمنية على طول الحدود، وكل قضية تتعلق بالمنطقة العازلة، وتثبيت أمور جديدة في السنوات الخمسين المقبلة".

 

هل تخاطر "إسرائيل" بحقيقة إجراء محادثات مع سورية؟ يقول نيريا حازمًا: "لا أعتقد ذلك. من تجربتي في هذه الأمور، أتذكر رابين، قال لي إنه إذا كان عليك الوصول إلى "السلام" وتحقيقه، فأنت مستعد للقاء الشيطان. لذا يتعين علينا أن نحاول فعل كل شيء".

 

ومن منظور إستراتيجي أوسع، يرى نيريا أن سورية تشكل ركيزة أساسية، ويتابع: "إن قضية سورية مهمة للغاية، لأنه في المعادلة الإستراتيجية حول "إسرائيل" هناك إمكانية لإنشاء محور مختلف، محور عازل للمحور الإيراني يبدأ من لبنان وسورية ويستمر إلى العراق، إلى الجنوب، إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج".

 

ويردف نيريا "لكن "إسرائيل"، مثل الولايات المتحدة، تظل حذرة، ويتابع: "يريد الأميركيون أن يروا قبل أن يلتزموا بتخفيف العقوبات التي تشكل ضرورة أساسية لبقاء النظام"، وفي نهاية المطاف، فإن الاختبار سيكون في الأفعال، وليس في الأقوال".

الاراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر مجموعة كن مواطن الإعلامية