د. شريف نورالدين بتاريخ: ١٥ / ٥ / ٢٠٢٢ م.
لم ولن يتغير المشهد المشهد اللبناني بعد الانتخابات، بل يرسم شكل الموزاييق والفسيفساء والسفسطة القائمة على اساس الستاتيكو ذاته، المحكوم بواقع الطائفية والمذهبية والحزبية المتجذرة في ثلث الشعب اللبناني حتى الان، المتمثل في انتخابات اليوم...
لا شك أن نسبة التصويت التي اعلنتها الدولة ب ٤١ بالمئة، يؤكد أن ما يقارب من ثلثي الشعب اللبناني لم ينتخب ولم يشارك في العملية السياسية المقبلة بل متنكرا لها ولشاغليها، وهو الجزء الأكبر من المكون اللبناني المحبط والبائس والجائع والمضطهد في أمره، في ظل نظام سياسي عفن، وسلطات حاكمة متسلطه متكبرة محتكرة ومتجبرة، على كل القيم والأخلاق والمفاهيم الإنسانية، من خلال التقاسم والتحاصص على ما تبقى من فتات الناخب من الشعب اللبناني وعلى شتات وطن تجاوز حدود الدنيا إلى اصقاع الأرض...
نعم! لا رابح ولا فائز على مستوى كل البلد، فالمشهد المقبل اكثر صعوبة ومأساوية، في ظل الفوضى التي احتلت المجلس النيابي مع توزع القوى داخل بلاطه الغير حاسمة والغير وازنة، والتي قاتلت وتقاتل وتنافس على نفس الشعارات، والتي لم تتغير منذ ما يقارب القرن في الظل التناحر والحروب الداخلية والخارجية لتحديد هوية لبنان بين لبننته وعروبته وقوميته واثنيته وطائفيته ومذهبه والاسوأ على مدى التاريخ وما نتج عن ذلك تحديد موقعه بين الشرق والغرب والحياد والانحياد، والتي ادت إلى انهياره في ظل المشاحنات السياسية والفساد العام المطلق على كل المستويات وفي شتى الاتجاهات...
لا تفرحوا ايها الخاسرون في انتخاباتكم قبل حصولها وبعدها، فالنتيجة واحدة كما يقول المثل (كالفواخر لا دنيا ولا أخر)...
هو لبنان المولود عقيما وسيبقى كذلك مع غياب ثلثي الشعب اللبناني المغيب والمغرب والغريب داخل دياره، والمهجر والمهاجر عن أرضه، ولا أقول وطنه لان الفقر في الوطن غربة، والمغلوب على أمره في ظل بعض من فتات يحكمون على أمجاد تاريخهم الهزيل والمهترأ في ارض لبنان "العم سام" بالوكالة العامة لغربهم مع تفويض خاص لحكام الخليج العربي على فتاتهم...
لا تقوم قيامة لبنان في ظل شعارات التوافق والعيش المشترك، وهو الذي تربع عليها أكثر من مئة عام، وقد استنزفت كل مكوناتها ومقوماتها.
فاليوم إنقاذ لبنان ليس بالعودة إليه لانه لم يكن يوما موجودا، وهذه حقيقته المرة، بل بالذهاب إلى حيث لا عودة لولادة لبنان جديد مع نظام متجدد وحسم الخيارات والقرارات لتحديد موقعه سلبا ام ايجابا شرقا ام غربا، بعيدا عن التوازن وموازين القوى الطائفية...
فشعار لبنان الواحد الموحد شعبا وارضا، هي الاكذوبة الكبيرة والموهومة التي عاش عليها، ومما لا ريب فيه سقوطه إلى غير رجعة منذ زمن، بعد فضح الحقائق وكشف المستور من ظلم طوائف على حساب طوائف أقلية في وسطها الجغرافي الإقليمي والدولي...
ما حصل هو يوم استفتاء على "هوية لبنان" المدعوم في ظل تمرد ما يقارب ثلثي الشعب على الهوية والانتماء والمواطنة المحروم منها...
ويبقى الصوت الأكثر مقاطعة ل انت - خاب "البرلمان والدويلة" هو الصوت التفضيلي والحاسم الأكثر وضوحا لوجه لبنان الحقيقي...
رحم الله لبنان وشعبه على ما ينتظره، من معاناة وفقر وفوضى، مع افتقاد الأمن والأمان والصحة والكرامة...
عشتم وعاشت مزرعتكم!!!
دمتم ودامت زريبتكم...
بالتوفيق إلى جحيمكم مع حياة مقتولة وعيش ميت فيه...
وكل انتخابات وانتم تركبون على "ألف ألف..."